سطور معدودة...

مواضيع مفضلة

سطور معدودة...

                 
           

                         المشكلة هو أنه معظم المفاهيم إِبْتُدِعَ فيها، تم تأويلها في سياقات مختلفة و بالتالي إقصاء معناها الحقيقي و قاعدتها الأساسية التي تقوم عليها، فكل حسب ما يفكر به، كل حسب مبادئه، كل حسب ألمه، كل حسب ماضيه، كل حسب تجاربه، كل حسب ضعفه، كل حسب راحته، كل حسب ما يسمع، كل حسب مصالحه، كل حسب أهدافه،... فلم يعد من إرجاع الأمور لأصلها شيئا ضروريا، بل يكتفي المرء بالمعلومة كما هي إن إستطابها، فتوارثت آلاف الأفكارالمغلوطة عبرالأشخاص، و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على غياب الإجتهاد في البحث و التأكد، غياب بَصْمَةِ تَفْكِير كل فرد منا، غياب الشعور بالتفرد، و إستطابة الاستمتاع بحياةٍ ساد فيها كل من التبعية والتقليد، وبالتالي نظرا لنذرة ذوي المراجعات الدقيقة لأي فكرة قبل أن تخترق حواجز معتقداتهم و ما يؤمنون به، أصبحوا هم الخاطئون، لكن الأمر ما يزيد هاته  الأقلية سوى إيمانا و ثباتا، وما هذا إلا برهانا على أن ما جاءت به بعض القواعد كون الأقلية هم أغلبهم على حق و أنه من السهل إتباع الأغلبية و أنه لا ينساق نحوهم إلا ضعيف و لا يتأثر بهم سوى فاقد لثقة نفسه،...

           اليوم بالخصوص، لا يثبت إلا قوي ولا ينسحب من ثلتهم سوى قوي، كي أزيل بعضا من الغموض عن فكرتي سأجعلها كالتالي، ذاك الوحيد الذي ليس بوحيد سوى في عينهم، يثبت على خطاه و يظل صامدا عن مبادئه - ليست أي مبادئ -  كيفما كانت عاصفة الإنتقادات و الردود التي يتلقاها لا يزيده ذلك سوى إيمانا، فهو قوي بلا شك، و ذاك الذي اعتاد مرافقة الأغلبية، لقنوه بعضا من أفكارهم المشتركة التي أغلبها تحتمل الخطأ و تبعد عن الأصل ظنا منه أن ذلك تفاهم بينهم و ما الأمر سوى مجموعة أشخاص إختاروا أن يجتمعون في صفة واحدة لا أحد يختلف عن الأخر سوى بينهم و في منظورهم لا غير، فحين يكون الشخص عقلاني و لا يقبل لنفسه أن يكون مسيرا حتى ولو من طرف أفكاره و يطمح أن يكون سيدا عليها، فلن يدوم حاله بينهم فينتهي به الأمر أن ينسحب و هذا يتقوى كلما ابتعد عنهم، شيئا فشيئا حتى يستجمع تلك القوة الحقيقية، فهو قوي أيضا...

         لن أغوص في الموضوع أكثر، هي فقط سطورمعدودة،  لكنها حملت ملخص تجربة...

إرسال تعليق

Translate

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف